هُنَا وَفِي ص 71 وَفِي الْبَقَرَة {وَإِذ قَالَ رَبك للْمَلَائكَة إِنِّي جَاعل} وَلَا ثَالِث لَهما لِأَن جعل إِذا كَانَ بِمَعْنى خلق يسْتَعْمل فِي الشَّيْء يَتَجَدَّد ويتكرر كَقَوْلِه {خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَجعل الظُّلُمَات والنور} لِأَنَّهُمَا يتجددان زَمَانا بعد زمَان وَكَذَلِكَ الْخَلِيفَة يدل لَفظه على أَن بَعضهم يخلف بَعْضًا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وخصت هَذِه السُّورَة بقوله {إِنِّي خَالق بشرا} إِذْ لَيْسَ فِي لفظ الْبشر مَا يدل على التجدد والتكرار فجَاء فِي كل وَاحِدَة من السورتين مَا اقْتَضَاهُ مَا بعده من الْأَلْفَاظ
251 - قَوْله {فَسجدَ الْمَلَائِكَة كلهم أَجْمَعُونَ} فِي هَذِه وَفِي ص 73 لِأَنَّهُ لما بَالغ فِي السورتين فِي الْأَمر بِالسُّجُود وَهُوَ قَوْله {فقعوا لَهُ ساجدين} فِي السورتين بَالغ فِي الِامْتِثَال فيهمَا فَقَالَ {فَسجدَ الْمَلَائِكَة كلهم أَجْمَعُونَ} لتقع الْمُوَافقَة بَين أولاها وأخراها وَبَاقِي قصَّة آدم وإبليس سبق
252 - قَوْله فِي هَذِه السُّورَة لإبليس {وَإِن عَلَيْك اللَّعْنَة} بِالْألف وَاللَّام وَفِي ص {وَإِن عَلَيْك لَعْنَتِي} بِالْإِضَافَة لِأَن الْكَلَام فِي هَذِه السُّورَة جرى على الْجِنْس من أول الْقِصَّة فِي قَوْله {وَلَقَد خلقنَا الْإِنْسَان} {والجان خلقناه} {فَسجدَ الْمَلَائِكَة كلهم}
كَذَلِك قَالَ {عَلَيْك اللَّعْنَة} وَفِي ص تقدم {لما خلقت بيَدي} فختم بقوله {عَلَيْك لَعْنَتِي}
253 - قَوْله {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورهمْ من غل} وَزَاد فِي هَذِه السُّورَة {إخْوَانًا} لِأَنَّهَا نزلت فِي أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا سواهَا عَام فِي الْمُؤمنِينَ