تالله إِنَّك لفي ضلالك الْقَدِيم} وَهُوَ يَمِين من أَوْلَاده على أَنه لم يزل على محبَّة يُوسُف
230 - قَوْله {وَمَا أرسلنَا من قبلك} وَفِي الْأَنْبِيَاء {وَمَا أرسلنَا قبلك} بِغَيْر {من} لِأَن {قبل} اسْم للزمان السَّابِق على مَا أضيف إِلَيْهِ و {من} تفِيد اسْتِيعَاب الطَّرفَيْنِ وَمَا فِي هَذِه السُّورَة للاستيعاب وَقد يَقع {قبل} على بعض مَا تقدم كَمَا فِي الْأَنْبِيَاء فِي قَوْله {مَا آمَنت قبلهم من قَرْيَة} ثمَّ وَقع عقيبها {وَمَا أرسلنَا قبلك} بِحَذْف {من} لِأَنَّهُ بِعَيْنِه {قَوْله} {أفلم يَسِيرُوا فِي الأَرْض} بِالْفَاءِ وَفِي الرّوم 9 وَالْمَلَائِكَة 44 بِالْوَاو لِأَن الْفَاء تدل على الِاتِّصَال والعطف وَالْوَاو تدل على الْعَطف الْمُجَرّد وَفِي السُّورَة قد اتَّصَلت بِالْأولِ لقَوْله {وَمَا أرسلنَا من قبلك إِلَّا رجَالًا نوحي إِلَيْهِم من أهل الْقرى أفلم يَسِيرُوا فِي الأَرْض فينظروا} حَال من كذبهمْ وَمَا نزل بهم من الْعَذَاب وَلَيْسَ كَذَلِك فِي الرّوم وَالْمَلَائِكَة
232 - قَوْله {ولدار الْآخِرَة خير} وَفِي الْأَعْرَاف {وَالدَّار الْآخِرَة خير} على الصّفة لِأَن فِي هَذِه السُّورَة تقدم ذكر السَّاعَة وَصَارَ التَّقْدِير ولدار السَّاعَة الْآخِرَة فَحذف الْمَوْصُوف وَفِي الْأَعْرَاف تقدم قَوْله {عرض هَذَا الْأَدْنَى} أَي الْمنزل الْأَدْنَى فَجعله وَصفا للمنزل وَالدَّار الدُّنْيَا وَالدَّار الْآخِرَة بِمَعْنَاهُ فَأجرى مجْرَاه تَأمل فِي هَذِه السُّورَة فَإِن فِيهَا برهانا لأحسن الْقَصَص