وخصت النازعات بالطامة لِأَن الطم قبل الصخ والفزع قبل الصَّوْت فَكَانَت هِيَ السَّابِقَة وخصت عبس بالصاخة لِأَنَّهَا بعْدهَا وَهِي اللاحقة
551 - قَوْله {وَإِذا الْبحار سجرت} وَفِي الإنفطار {وَإِذا الْبحار فجرت} لِأَن معنى سجرت عِنْد أَكثر الْمُفَسّرين أوقدت فَصَارَت نَارا من قَوْلهم سجرت التَّنور وَقيل هِيَ بحار جَهَنَّم تملأ حميما فيعاقب بهَا أهل النَّار فخصت هَذِه السُّورَة بسجرت مُوَافقَة لقَوْله {سعرت} ليَقَع الْوَعيد بتسعير النَّار وتسجير الْبحار
وَفِي الانفطار وَافق قَوْله {وَإِذا الْكَوَاكِب انتثرت} أَي تساقطت {وَإِذا الْبحار فجرت} أَي سَأَلت مياهها فَفَاضَتْ على وَجه الأَرْض {وَإِذا الْقُبُور بعثرت} قلبت وأثيرت وَهَذِه الْأَشْيَاء كلهَا زايلت أماكنها فلاقت كل وَاحِدَة قرائنها
552 - قَوْله {علمت نفس مَا أحضرت} وَفِي الانفطار {مَا قدمت وأخرت} لِأَن مَا فِي هَذِه السُّورَة مُتَّصِل بقوله {وَإِذا الصُّحُف نشرت} فقرأها أَرْبَابهَا فَعَلمُوا مَا أحضرت وَفِي الانفطار مُتَّصِل بقوله {وَإِذا الْقُبُور بعثرت} والقبور كَانَت فِي الدُّنْيَا فَيذكرُونَ مَا قدمُوا فِي الدُّنْيَا وَمَا أخروا فِي العقبى فَكل خَاتِمَة لائقة بمكانها وَهَذِه السُّورَة من أَولهَا شَرط وَجَزَاء وَقسم وَجَوَاب