386 - قَوْله تَعَالَى {أَو لم يَسِيرُوا فِي الأَرْض} هُنَا وَفِي فاطر 44 وَأول الْمُؤمن 21 بِالْوَاو وَفِي غَيْرهنَّ بِالْفَاءِ لِأَن مَا قبلهَا فِي هَذِه السُّورَة {أَو لم يتفكروا} وَكَذَلِكَ بعْدهَا {وأثاروا الأَرْض} بِالْوَاو فَوَافَقَ مَا قبلهَا وَمَا بعْدهَا وَفِي فاطر أَيْضا وَافق مَا قبله وَمَا بعده فَإِن قبله {وَلنْ تَجِد لسنة الله تحويلا} وَبعدهَا {وَمَا كَانَ الله ليعجزه من شَيْء} وَكَذَلِكَ أول الْمُؤمن قبله {وَالَّذين يدعونَ من دونه}
وَأما فِي آخر الْمُؤمن فَوَافَقَ مَا قبله وَمَا بعده وَكَانَا بِالْفَاءِ وَهُوَ قَوْله {فَأَي آيَات الله تنكرون} وَبعده {فَمَا أغْنى عَنْهُم}
387 - قَوْله {كَيفَ كَانَ عَاقِبَة الَّذين من قبلهم كَانُوا أَشد مِنْهُم قُوَّة} {من قبلهم} مُتَّصِل بِكَوْن آخر مُضْمر وَقَوله {كَانُوا أَشد مِنْهُم قُوَّة} إِخْبَار عَمَّا كَانُوا عَلَيْهِ قبل الإهلاك
وخصت هَذِه السُّورَة بِهَذَا النسق لما يتَّصل من الْآيَات بعده وَكله إِخْبَار
عَمَّا كَانُوا عَلَيْهِ وَهُوَ {وأثاروا الأَرْض وعمروها} وَفِي فاطر {كَيفَ كَانَ عَاقِبَة الَّذين من قبلهم وَكَانُوا} بِزِيَادَة الْوَاو لِأَن التَّقْدِير فينظروا كَيفَ أهلكوا وَكَانُوا أَشد مِنْهُم قُوَّة
وخصت هَذِه السُّورَة بِهِ لقَوْله {وَمَا كَانَ الله ليعجزه من شَيْء} الْآيَة
وَفِي الْمُؤمن {كَيفَ كَانَ عَاقِبَة الَّذين كَانُوا من قبلهم كَانُوا هم أَشد مِنْهُم قُوَّة} فأظهر {كَانَ} الْعَامِل {فِي} {من قبلهم} وَزَاد {هم} لِأَن فِي هَذِه السُّورَة وَقعت فِي أَوَائِل قصَّة نوح وَهِي