وكما جاء في الخبر: «كلّما سمع هيعة طار إليها» (?)، وكما قال: [من الرمل]
لو يشا طار به ذو ميعة … لاحق الآطال نهد ذو خصل (?)
ومن ذلك أن «فاض» موضوع لحركة الماء على وجه مخصوص، وذلك أن يفارق مكانه دفعة فينبسط، ثم إنه
استعير للفجر، كقوله: [من الكامل] كالفجر فاض على نجوم الغيهب (?) لأن للفجر انبساطا وحالة شبيهة بانبساط الماء وحركته في فيضه.
فأما استعارة «فاض» بمعنى الجود، فنوع آخر غير ما هو المقصود هاهنا، لأن القصد الآن إلى المستعار الذي توجد حقيقة معناه من حيث الجنس في المستعار له.
وكذلك قول أبي تمام: [من الطويل]
وقد نثرتهم روعة ثمّ أحدقوا … به مثلما ألّفت عقدا منظّما (?)