المجرّدة من هيئات الحركة، وفيه تفصيل طريف فاتن، فقد راعى الحركتين حركة التهيّؤ للدنوّ والعناق، وحركة الرّجوع إلى أصل الافتراق، وأدّى ما يكون في الحركة الثانية من سرعة زائدة تأدية تحسب معها السّمع بصرا، تبيينا للتشبيه كما هو وتصوّرا، لأن حركة الشجرة المعتدلة في حال رجوعها إلى اعتدالها أسرع لا محالة من حركتها في حال خروجها عن مكانها من الاعتدال، وكذلك حركة من يدركه الخجل فيرتدع، أسرع أبدا من حركته إذا همّ بالدنوّ، فإزعاج الخوف والوجل أبدا أقوى من إزعاج الرجاء والأمل، فمع الأوّل تمهّل الاختبار، وسعة الحوار، ومع الثاني حفز الاضطرار، وسلطان الوجوب.
وأعود إلى الغرض.
ومن تشبيه السّرو بالنساء قول ابن المعتزّ (?): [من الطويل]
ظللت بملهى خير يوم وليلة … تدور علينا الكأس في فتية زهر
بكفّ غزال ذي عذار وطرّة … وصدغين كالقافين في طرفي سطر
لدى نرجس غضّ وسرو كأنه … قدود جوار ملن في أزر خضر
وتشبّه ثديّ الكواعب بالرمّان كقوله (?): [من الكامل]
وبما تبيت أناملي … يجنين رمّان النّحور
وقول المتنبي (?): [من الطويل]
وقابلني رمّانتا غصن بانة … يميل به بدر ويمسكه حقف
وقوله (?): [من الطويل]
يخطّطن بالعيدان في كلّ منزل … ويخبأن رمّان الثّديّ النواهد