لَمَّا رأونا في خَمِيسٍ يلتهبْ ... في شَارِقٍ يَضْحَك مِنْ غَيرِ عجبْ
كَأنَّهُ صَبَّ على الأرض ذَهبْ ... وقد بَدَت أسيافُنا من القُرُبْ
حَتىَّ تكونَ لِمناياهُمْ سَبَبْ ... نرفُلُ في الحَدِيد والأرضُ تجِبْ
وحَنَّ شَريانٌ ونَبْعٌ فاصطَخبْ ... تَتَرَّسُوا مِنَ القتالِ بالهَرَبْ
المقصودُ قولُه يضحك من غير عَجَبْ، وذاك أنّ نفيه العلّة إشارةٌ إلى أنه من جنس ما يُعلَّل، وأنّه ضَحِكٌ قَطْعاً وحقيقةً، ألا ترى أنّك لو رحبتَ إلى صريح التشبيه فقلت هيئتُه في تلألؤه كهيئة الضاحك، ثم قلت من غير عجب، قلت قولاً غير مَقْبُولٍ، واعلم أنك إن عددتَ قولَ بعض العرب:
ونَثْرَةٍ تهزأُ بالنِّصالِ ... كأنّها من خِلَع الهلالِ
الهِلال الحيّة هاهنا، واللام للجنس في هذا القبيل، لم يكن لك ذلك.