بالطَّلّ والقَطْر على ما يُشْبِهُ الخدودَ من الرياحين، كقول الناشئ:
بَكَتْ للفراق وقَد رَاعَها ... بُكَاءُ الحبيب لبُعْدِ الدِّيارِ
كأنَّ الدُّموعَ على خدّها ... بقيّةُ طَلٍّ على جُلّنارِ
وشبيه به قول ابن الرومي:
لو كنتَ يوم الوَداع حاضرَنا ... وهُنَّ يُطِفئْن غُلّةَ الوجدِ
لم ترَ إلا الدموعَ ساكبةً ... تَقْطُر من مُقْلةٍ على خدِّ
كأنَّ تلك الدموعَ قَطْرُ نَدًى ... يقطُر من نَرْجِس على وَرْدِ
ثم يُعكَس، كقول البحتري:
شقائقُ يَحْمِلن النَدَى فكأنَّه ... دُمُوع التصابي في خُدود الخَرائِد
وشبيهٌ به قولُ ابن المعتزّ، وبعد قوله في النرجس:
كأن عيون النرجس الغضِّ حولها ... مداهنُ دُرٍّ حشْوُهنّ عقيقُ
إذا بلَّهُنّ القَطْرُ خِلْتُ دُمُوعَها ... بُكاءَ عُيونٍ كُحْلُهنَّ خَلُوقُ
وفي فنّ آخر منه خارجٍ عن جنس ما مضى، يُشِّبه الشيخ إذا أفناه الهَرَم، وحناه القِدَم، حتى يدخل رأسه في منكبيه بالفرخ كما قال: