وكقول الآخر يصف نار السَّذَق:
ومازال يعلوعَجاجُ الدُّخان ... إلى أن تَلوَّنَ منه زُحَلْ
وكنّا نرى الموجَ من فِضّةٍ ... فذَّهبهُ النُّورُ حتى اشتعلْ
شَراراً يُحاكى انقضاضَ النجومِ ... وبَرْقاً كإيماض بِيضِ تُسَلّ
ومن لطيفه قول علي بن محمد بن جعفر:
دِمَنٌ كأنَّ رِياضَها ... يُكْسَيْنَ أعلاَمَ المَطَارِفْ
وكأنَّما غُدْرَانُها ... فيها عُشورٌ من مَصَاحِفْ
وكأنّما أنوارُها ... تهتزُّ في نَكْبَاء عاصفْ
طُرَرُ الوَصَائف يَلْتَق ... ين بها إلى طُرَر الوَصَائفْ
وكأنّ لَمْعَ بُروقِها ... في الجوّ أسيافُ المُثَاقِفْ
المقصود البيت الأخير، ولكن البيت إذا قُطع عن القطعة كان كالكعاب تُفرَد عن الأتراب، فيظهر فيها ذُلُّ الاغتراب، والجوهرة الثمينة مع أخواتها في العقد أبهى في العين، وأملأُ بالزين، منها إذا أفردتْ عن النظائر، وبَدَت فَذَّةً للناظر،