الرابع عشر: ما قيل من رثاء في الحسين رضي الله عنه:

قال سليمان بن قَتّة التيمي:

وإن قتيل الطَّف من آل هاشم ... أذل رقاباً من قريش فذلّت

مررت على أبيات آل محمد ... فألفيتها أمثالها حين حُلّت

وكانوا لنا عُنْماً فعادوا زبّة ... لقد عظمت تلك الرازيا وجَلّت

فلا يبعد الله الديار وأهلها ... وإن أصبحت منهم برغمي تخلت

إذا افتقرت قيسٌ جبرنا فقيرَها ... وتقتلنا قيس إذا النّعلُ زلّت

وعند غِنيِّ قطرة من دماءنا ... سنجزيهم يوماً بها حيث حَلّت

ألم تر أن الأرض أضحت مريضة ... لفقد حسين والبلاد أقشعرت (?)

وقال أبو الأسود الدِّيْلي في قتل الحسين رضي الله عنه:

أقول وذاك من جزع ووجد ... أزال الله ملك بني زياد

وأبعدهم بما غدروا وخانوا ... كما بعدت ثَمود وقوم عاد

هموا خَشَمُوا الأنوف وكنا شُمّا ... لقتل ابن القُعَاسِ أخي مراد (?)

قتيل السوق يا لك من قتيل ... به نضح من أحمر كالجِساد

وأهل نبينا من قبل كانوا ... ذوي كرم دعائم للبلاد

حسين ذو الفضول وذو المعالي ... يزين الحاضرين وكَّلَّ باد

أصاب العِزَّ مَهْلِكُهُ فأضحى ... عميداً بعد مصرعه فؤادي (?)

وقال عبيد الله بن الحر أيضاً:

يا لكِ حسرة ما دمت حيا ... تردّد بين حلقي والتّراقي

حسيناً حين يطلب بذل نصري ... على أهل العداوة والشّقاق

ولو أني أواسيه بنفسي ... لنلت كرامة يوم التّلاق

مع ابن المصطفى نفسي فداه ... فولّى ثم ودّعَ بالفراق

غداة يقول لي بالقصر (?) قولا ... أتتركنا وتُزمع بالظلاق؟

فلو فلق التَلهّفُ قلب حَيّ ... لهمَّ اليومَ قلبي بانطلاق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015