لقد كان عبيد الله بن زياد والياً ظالماً قبيح السريرة وهو الذي دخل عليه ـ عائذ بن عمرو المزني، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لعبيد الله: أي بني: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن شر الرِّعاء الحُطمة فإياك أن تكون منهم، فقال له، اجلس فإنما أنت من نخالة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فقال: هل كانت لهم نخالة (?)؟ إنما كانت النخالة بعدهم، وفي غيرهم (?).
لقد كان يتوجب على ابن زياد أن يلبي مطالب الحسين، وأن يتركه يذهب إلى يزيد، أو أي مكان آخر، خاصة أنه لن يدخل الكوفة (?)، وقد قال ابن الصلاح في فتاويه: والمحفوظ أن الآمر بقتاله المفضي إلى قتله إنما هو ابن زياد (?)،وقال يوسف العش: وينبغي لنا أن نقول أن المسؤول عن قتل الحسين هو أولاً شمر، وثانياً عبيد الله بن زياد (?). والصحيح أن المسئولية الأولى والإثم الأكبر في هذه المذبحة تقع على عاتق ابن زياد لأنه مدبر هذا الأمر كله وهو الذي رفض عروض الحسين، والتاريخ يستنكر كل ما فعله، ويذمه أشد الذم، ويدمغه بالبغي والطغيان (?). ويقول الذهبي في نهاية ترجمة عبيد الله: الشيعي لا يطيب عيشه حتى يلعن هذا ودونه، ونحن نبغضهم في الله، ونبرأ منهم/ ولا نلعنهم وأمرهم إلى الله (?).