دعا الحسين رضي الله عنه بهذا الدعاء قبل المعركة: الله أنت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، كم من همّ يضعف فيه الفؤاد، وتقل فيه الحيلة، ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدو، أنزلته بك وشكوته إليك، رغبة مني إليك عمن سواك، ففرجته وكشفته، فأنت ولي كل نعمة، وصاحب كل حسنة، ومنتهى كل رغبة (?). إن الحسين رضي الله عنه يعلمنا حسن الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى والثقة به والتوكل عليه والرغبة إليه فجدّه صلى الله عليه وسلم، قال: ليس شيء أكرم على الله من الدعاء (?)، وقد تعلم الحسين رضي الله عنه من تعاليم جدّه صلى الله عليه وسلم، بأن الاستعانة لا تكون إلا بالله والشكوى لا تكون إلا إليه سبحانه، فلا يستعين المرء ولا يشكو إلا إلى لله وحده دون غيره من نبي أو إمام أو صالح .. ويعلمنا الحسين رضي الله عنه أن الدعاء لا يصرف إلا لله وحده دون سواه، فهذا الحسين رضي الله عنه لم يدعُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أباه علياً، وهو في هذا الموقف العصيب الذي يودع فيه الحياة، بل دعا الله وحده وتوسل إليه فقط وفي هذا يعلمنا الحسين رضي الله عنه منهجاً يجب ألا نحيد عنه، وهو عند الدعاء لحاجة المرء أو طلب رزق أو شفاء مريض أو غيرها عليه أن يدعو الله وحده ولا يشرك في دعائه أحداً كائناً من كان هذا المدعو (?)، فمن أحب الحسين رضي الله عنه فعليه أن يدعو الله كما دعا الحسين رضي الله عنه، ولا يقول يا حسين أو يا علي، فإن دعاء المخلوقين انحراف عظيم عن كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدي العلماء الربانيين وعلى رأسهم أئمة أهل البيت الأطهار