ثامناً: القوى المضادة للإسلام ومصيبة كربلاء:

نجحت القوى المضادة لدولة الإسلام في حدوث واقعة كربلاء ثم وجدوا فيها الفرصة السانحة لتمزيق الجماعة الإسلامية، وتفريق الكلمة بتحويل النزاع بين المسلمين، فقد كانت الكوفة مجمع شذاذ الناس وأشرارهم مع خيارهم فقد أتى إليها الصحابة، كما أتى النصارى واليهود، وأقبلت القبائل العربية، كما أقبل الموالي وانتشرت الزندقة والسحر وانتشرت الحلقات المتعارضة والمجامع المتنافرة، وشرع اليهود بالكوفة في نشر التلمود، والنصارى كانوا ينادون بتجسيد الألوهية، فأطلت رؤوس مجامعهم السرية مع المراكز المتطفلة الخفية واستغل دم الحسين واعتبروه ذا قيمة في التضحية تشبه دم المسيح عند النصارى، وتسلل إلى نفوس من أسلم من الفرس من هذا الطريق يستثيرونهم ضد الدولة بحجة أن الحسين كان قد تزوج جيهان شاه ابنة يزدجرد أم علي بن الحسين (?)، فارتفعوا بهذه الفاجعة عن مصائب البشر الاعتيادية فشبهوها بمصائب الأنبياء (?)، وتسللت من خلالها أفكار أهل الكتاب بسهولة .. واعتبروا أن الحسين لم يتألم لما أصاب أهله ونفسه من القتل والإيذاء بل أنه تألم لأن أمة جدّه المسئول عن هدايتها بصفته الإمام والحجة ضلت بحربها إياه (?)، وهذا يذكرنا بفكرة النصارى عن صلب المسيح وتعذيبه ـ فكان من السهل بذر هذه الفكرة من قبل أهل الكتاب في نفس من أسلم حديثاً، فأقبل الموالي على التشيع ورأوا في الحسين إنساناً روحانياً قدر له الله منذ الأزل أن يفتدي الإسلام بدمه ويحفظه بتضحية نفسه فقرن بدور المسيح المخلص (?) ...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015