وأما الأموات فإن لهم فيها نصيب أيضاً حيث كان صلى الله عليه وسلم إذا زارهم الله عنها قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلما كان ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: السلام عليكم دار قومٍ مؤمنين وأتاكم ما توعدون غداً مؤجَّلون وإنا إن شاء الله بكم للاحقون اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد (?). ففي هذه الأحاديث بيان أن من مقاصد الزيارة وعللها السلام على الأموات والدعاء والاستغفار لهم، قال الإمام الصنعاني ـ في سبل السلام ـ بعد ما شرح أحاديث الإذن بالزيارة: والكل دالّ على مشروعية زيارة القبور وبيان الحكمة فيها وأنها للاعتبار .. فإذا خلت من هذه لم تكن مرادة شرعاً (?). فهذه هي زيارة القبور في هدي الإسلام كما علمهم إيّاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن أتى بها على هذا الوجه ولهذه الغاية ظفر بالأجر والفائدة المترتبة عليها، ومن زارها لغير ذلك فهي ردٌّ عليه. ثم إنها إما أن تكون بدعية وإما أن تكون شركية بحسب ما يحصل فيها من أعمال ويقارنها من اعتقاد وقصد ذلك هو هدي الإسلام في زيارة القبور، وتلك هي أهداف وغايات الزيارة واضحة ناصعة بعيدة عن كل ذريعة تؤدي إلى الشرك بأربابها والغلوّ في أصحابها، وقد جاءت بعض القيود التي تسد الثغرات الموصلة إلى ذلك (?).
القيد الأول: ألا تتخذ أعياداً، قال صلى الله عليه وسلم: لا تجعلوا بيوتكم قبوراً، ولا تجعلوا قبري عيداً، وصلوا عليّ، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم (?). فليس من هدي الإسلام تعيين يوم معين من سنة أو شهر، أو أسبوع يخصص لزيارة القبور كما هو شأن (?) بعض الناس.