"ومذهب السلف وسائر الأئمة إثبات صفة الغضب والرضا، والعداوة والولاية، والحب والبغض، ونحو ذلك من الصفات التي ورد بها الكتاب والسنة، ومنع التأويل الذي يصرفها عن حقائقها اللائقة بالله تعالى، كما يقولون مثل ذلك في السمع والبصر والكلام وسائر الصفات، ولا يقال: إن الرضا إرادة الإحسان، والغضب إرادة الانتقام، فإن هذا نفيٌ للصفة، وقد اتفق أهل السنة على أنَّ الله يأمر بما يحبه ويرضاه -وإن كان لا يريده ولا يشاؤه- وينهى عمَّا يسخطه ويكرهه ويبغضه، ويغضب على فاعله -وإن كان قد شاءه وأراده- فقد يحب عندهم ويرضى ما لا يريده، ويكره ويسخط ويغضب لما أراده" (?).

ويقال لمن تأوَّل الغضب والرضا: لِمَ تأولتَ ذلك؟

فلابد أن يقول: لأن الغضب غليان دم القلب، والرضا: الميل والشهوة، وذلك لا يليق بالله تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015