خلقه ولا مجيء خلقه ولا نزول خلقه؛ فهكذا تقرُّبه إلى عباده العابدين له والمسارعين لطاعته، وتقربه إليهم لا يشابه تقربهم، وليس قربه منهم كقربهم منه، وليس مشيه كمشيهم، ولا هرولته كهرولتهم (بل هو شيء) يليق بالله لا يشابه فيه خلقه -سبحانه وتعالى- كسائر الصفات، فهو أعلم بالصفات وأعلم بكيفيتها -عَزَّ وَجَلَّ-.
وقد أجمع السلف على أن الواجب في صفات الرب وأسمائه إمرارها كما جاءت، واعتقاد معناها وأنه حق يليق بالله -سبحانه وتعالى-، وأنه لا يعلم كيفية صفاته إلا هو.
كما أنه لا يعلم كيفية ذاته إلا هو، فالصفات كالذَّات، فكما أن الذَّات يجب إثباتها لله وأنه سبحانه وتعالى هو الكامل في ذلك، فهكذا صفاته يجب إثباتها له -سبحانه- مع الإيمان والاعتقاد بأنها أكمل الصفات وأعلاها، وأنها لا تشابه صفات الخلق، كما قال -عَزَّ وَجَلَّ-: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} [سورة الإخلاص].