اللَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً، وَهُمْ يُرِيدُونَ الشَّامَ فِي التِّجَارَةِ، فَنَزَلُوا مَنْزِلًا فِيهِ سِدْرَةٌ، فَقَعَدَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فِي ظِلِّهَا، وَمَضَى أَبُو بَكْرٍ إِلَى رَاهِبٍ هُنَاكَ يَسْأَلُهُ عَنِ الدِّينِ، فَقَالَ لَهُ: مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي فِي ظِلِّ السِّدْرَةِ؟ فَقَالَ: ذَاكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: هَذَا وَاللَّهِ نَبِيٌّ، وَمَا اسْتَظَلَّ تَحْتَهَا أَحَدٌ بَعْدَ عِيسَى ابن مَرْيَمَ إِلَّا مُحَمَّدٌ نَبِيُّ اللَّهِ. فَوَقَعَ فِي قَلْبِ أَبِي بَكْرٍ الْيَقِينُ وَالتَّصْدِيقُ، فَكَانَ لَا يُفَارِقُ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فِي أَسْفَارِهِ وحضوره، فلما نُبِّىءَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم- وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَأَبُو بَكْرٍ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً- أَسْلَمَ وَصَدَّقَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فَلَمَّا بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ: رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ... الْآيَةَ.