الْحَرَامَ) ، وَنَسَقِي الْحَاجَّ، وَنَفُكُّ الْعَانِيَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الْآيَةَ) .
( (?) - وَقَالَ الْحَسَنُ وَالشَّعْبِيُّ وَالْقُرَظِيُّ: نَزَلَتِ الْآيَةُ فِي (عَلِيٍّ، وَالْعَبَّاسِ، وَطَلْحَةَ ابن شَيْبَةَ) : وَذَلِكَ أَنَّهُمُ افْتَخَرُوا فَقَالَ طَلْحَةُ: أَنَا صَاحِبُ الْبَيْتِ بِيَدِي مِفْتَاحُهُ [وَلَوْ أَشَاءُ بِتُّ فِيهِ] وَإِلَيَّ ثِيَابُ بَيْتِهِ. وَقَالَ الْعَبَّاسُ: أَنَا صَاحِبُ السِّقَايَةِ وَالْقَائِمُ عَلَيْهَا. وَقَالَ عَلِيٌّ: مَا أَدْرِي مَا تَقُولَانِ، لَقَدْ صَلَّيْتُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ قَبْلَ النَّاسِ، وَأَنَا صَاحِبُ الْجِهَادِ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ) .
( (?) - وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ وَمُرَّةُ الْهَمْدَانِيُّ: قَالَ (عَلِيٌّ لِلْعَبَّاسِ) : أَلَا تُهَاجِرُ؟ أَلَا تلحق بالنبي صلى اللَّه عليه وسلم؟ فقال: أَلَسْتُ فِي [شَيْءٍ] أَفْضَلَ مِنَ الْهِجْرَةِ؟ أَلَسْتُ أَسْقِي حَاجَّ بَيْتِ اللَّهِ وَأَعْمُرُ (الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ) ؟ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ [وَنَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى: الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجاهَدُوا الآية] ) .
[240] قَوْلُهُ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ ... الْآيَةَ. [23]
( (?) - قَالَ الْكَلْبِيُّ: لَمَّا أَمَرَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم (بِالْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ) ، جَعَلَ الرَّجُلُ يَقُولُ لِأَبِيهِ وَأَخِيهِ وَامْرَأَتِهِ: إِنَّا قَدْ أُمِرْنَا بِالْهِجْرَةِ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُسْرِعُ إِلَى ذَلِكَ وَيُعْجِبُهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَتَعَلَّقُ بِهِ زَوْجَتُهُ وَعِيَالُهُ وَوَلَدُهُ فَيَقُولُونَ: نَنْشُدُكَ اللَّهَ أَنْ تَدَعَنَا إِلَى غَيْرِ شَيْءٍ فَتُضَيِّعَنَا فَنَضِيعَ، فَيَرِقُّ فَيَجْلِسُ مَعَهُمْ وَيَدَعُ الْهِجْرَةَ. فَنَزَلَ قَوْلُ اللَّه تعالى يعاتبهم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ ... الْآيَةَ.
وَنَزَلَ فِي الَّذِينَ تَخَلَّفُوا بِمَكَّةَ وَلَمْ يُهَاجِرُوا قَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ إِلَى قَوْلِهِ: فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ يَعْنِي الْقِتَالَ وَفَتْحَ مَكَّةَ) .