وَالطَّعْنَ فِي الْأَنْسَابِ، أَلَا إِنَّ الْخَمْرَ لُعِنَ شَارِبُهَا وَعَاصِرُهَا وَسَاقِيهَا وَبَائِعُهَا وَآكِلُ ثَمَنِهَا. فَقَامَ إِلَيْهِ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا رسول اللَّه، إني كُنْتُ رَجُلًا كَانَتْ هَذِهِ تِجَارَتِي فَاعْتَقَبْتُ مِنْ بَيْعِ الْخَمْرِ مَالًا، فَهَلْ يَنْفَعُنِي ذَلِكَ الْمَالُ إِنْ عَمِلْتُ فِيهِ بِطَاعَةِ اللَّهِ؟
فَقَالَ له النبي صلى اللَّه عليه وسلم: إِنْ أَنْفَقْتَهُ فِي حَجٍّ أَوْ جِهَادٍ أَوْ صَدَقَةٍ لَمْ يَعْدِلْ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ إِلَّا الطِّيِّبَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تعالى تصديقاً لقول رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم:
قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ [فَالْخَبِيثُ: الْحَرَامُ] .)
[201] قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ الْآيَةَ. [101] .
(?) - أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو المُزَكّي، قال: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مَكِّيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو جُوَيْرِيَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
كَانَ قَوْمٌ يسألون النبي صلى اللَّه عليه وسلم اسْتِهْزَاءً، فَيَقُولُ الرَّجُلُ: [مَنْ أَبِي؟ وَيَقُولُ الرَّجُلُ] تَضِلُّ نَاقَتُهُ: أَيْنَ نَاقَتِي؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ هذه الآية: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ حَتَّى فَرَغَ مِنَ الْآيَاتِ كُلِّهَا.
( (?) - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ النَّصْرُوبِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقَطِيعِيُّ، قَالَ: