الخاتمة:

مضى بعون الله تعالى وفضله الحديث عن أساليب دعوة العصاة، وفي ختام هذا البحث يتبين الخلاصة وألخصها في الفقرات التالية:

- أن ديننا الحنيف دين وسط له مقاصده العادلة فكما أنه جاء لهداية البشرية وإخراجهم من ظلمات الكفر والجهل إلى نور الإيمان والعلم فكذلك من مقاصده إخراج الناس من حمأة المعصية والرذيلة إلى نور الطاعة والفضيلة. وبقدر ما ينبغي أن تكون اهتمامات الدعاة في دعوة المشركين والكافرين بقدر ذلك ينبغي أن يعنوا بدعوة العصاة والمنحرفين، والله تعالى أمر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونوه بفضله ورفعة درجاته وبين أنه لا صلاح ولا بقاء للمجتمع الإسلامي بغير ذلك.

- أن لدعوة العصاة منهاجا قويما يضم في أطوائه تقويم العصاة وتهذيب نفوسهم بكفها عن المعصية قسرا تارة، وبإيجاد القناعة الذاتية تارة، وبتوجيه الهمة نحو الأمور الجادة تارة. ومن ثم فإن منهج دعو العصاة يتسم بالواقعية إذ يهذب النفوس ويرشدها نحو الفضائل ويكفها عن الرذائل.

- أن منهج دعوة العصاة يتسم بالشمول إذ يشمل المراحل التربوية الثلاث أعني: مرحلة ما قبل الوقوع في المعصية وهي المرحلة الوقائية، ثم مرحلة التلبس بالمعصية وهي مرحلة ما يعرف بمراتب تغيير المنكر، ثم مرحلة ما بعد المعصية وهي مرحلة التوبة فالتثبيت على الاستقامة والعمل على الحيلولة دون الانتكاس إلى حمأة المعاصي.

- أن أساليب دعوة العصاة تتوخى في الأصالة استصلاحهم وارشادهم إلى السبيل الأقوم في الدنيا والآخرة، وهي أساليب ربانية جاء بها الوحي الإلهي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015