اساليب بلاغيه (صفحة 274)

ومما ينخرط فى هذا النوع الرجوع من خطاب الغيبة إلى خطاب النفس كقوله تعالى: «ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ. فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها. وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً، ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ» (?). وهذا رجوع من الغيبة إلى خطاب النفس فانه قال «وَزَيَّنَّا» بعد قوله «ثُمَّ اسْتَوى» وقوله «فَقَضاهُنَّ» و «أوحى».

ومما ورد فى الشعر قول أبى تمام:

وركب يساقون الركاب زجاجة … من السّير لم تقصد بها كفّ قاطب (?)

فقد أكلوا منها الغوارب بالسّرى … وصارت لها أشباحهم كالغوارب (?)

يصرّف مسراها جذيل مشارق … إذا آبه همّ عذيق مغارب (?)

يرى بالكعاب الرّود طلعة ثائر … وبالعرمس الوجناء غرّة آيب (?)

كأنّ بها ضغنا على كلّ جانب … من الأرض أو شوقا إلى كل جانب (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015