الثانى: الصيانة عن احتمال الخطأ فترد رافعة له. ومنه قول الشاعر:
لئن كان باقى عيشنا مثل ما مضى … فللحبّ إن لم يدخل النار أروح
فقوله «إن لم يدخل النار» معناه سلامة العاقبة، وقد أتم به المعنى صيانة عن احتمال الخطأ، فقد أراد أنّ أول الحب لذة وراحة فان كان آخره مثل أوله فهو لا محالة أحمد عاقبة، لكن أن تكون العاقبة سليمة.
الثالث: استقامة الوزن، ومنه قول المتنبى:
وخفوق قلب لو رأيت لهيبه … يا جنّتى لرأيت فيه جهنما
فقوله «يا جنتى» أتى بها من أجل استقامة الوزن (?).
- الاعتراض: وهو كثير فى الأساليب العربية، وقد قال ابن جنى:
«اعلم أنّ هذا القبيل من هذا العلم كثير قد جاء فى القرآن وفصيح الشعر ومنثور الكلام وهو جار عند العرب مجرى التأكيد فلذلك لا يشنع عليهم ولا يستنكر عندهم» (?).
وقال القزوينى فى تعريفه: «وهو أن يؤتى فى أثناء الكلام أو بين كلامين متصلين معنى، بجملة أو أكثر لا محلّ لها من الإعراب لنكتة سوى ما ذكر فى تعريف التكميل» (?). ومنهم من يذهب إلى أنّ الاعتراض هو الحشو (?)، وفرّق ابن حجة الحموى بينهما، وقال: «والفرق بينهما ظاهر، وهو أنّ الاعتراض يفيد زيادة فى غرض المتكلم والناظم، والحشو إنّما يأتى لإقامة الوزن لا غير» (?).