وما مات منا سيّد فى فراشه … ولا طلّ منا حيث كان قتيل (?)
فرأى أنّه وصف قومه بالصبر على القتل دون الانتصار من قاتليهم فكمله بالشطر الثانى.
وجمع معظم البلاغيين بين المصطلحين وقال القزوينى: «وأما التكميل ويسمى الاحتراس أيضا وهو أن يؤتى فى كلام يوهم خلاف المقصود بما يدفعه» (?)، أى يدفع ذلك التوهم. وهو ضربان:
الأول: ضرب يتوسط الكلام، كقول طرفة:
فسقى ديارك- غير مفسدها- … صوب الربيع وديمة تهمى
فقوله «غير مفسدها» احتراس عن أن تذهب معالمها.
وقول الآخر:
لو أن عزّة خاصمت شمس الضّحى … فى الحسن عند موفّق لقضى لها
فقوله «عند موفق» تكميل واحتراس من أنّها تقاضى الشمس عند حاكم غير موفق.
وقول ابن المعتز:
صببنا عليها- ظالمين- سياطنا … فطارت بها أيد سراع وأرجل
فقوله «ظالمين» احتراس وتكميل، ولو حذفها الشاعر لفهم أن فرسه بطيئة تستحق الضرب.