اساليب بلاغيه (صفحة 232)

وما مات منا سيّد فى فراشه … ولا طلّ منا حيث كان قتيل (?)

فرأى أنّه وصف قومه بالصبر على القتل دون الانتصار من قاتليهم فكمله بالشطر الثانى.

وجمع معظم البلاغيين بين المصطلحين وقال القزوينى: «وأما التكميل ويسمى الاحتراس أيضا وهو أن يؤتى فى كلام يوهم خلاف المقصود بما يدفعه» (?)، أى يدفع ذلك التوهم. وهو ضربان:

الأول: ضرب يتوسط الكلام، كقول طرفة:

فسقى ديارك- غير مفسدها- … صوب الربيع وديمة تهمى

فقوله «غير مفسدها» احتراس عن أن تذهب معالمها.

وقول الآخر:

لو أن عزّة خاصمت شمس الضّحى … فى الحسن عند موفّق لقضى لها

فقوله «عند موفق» تكميل واحتراس من أنّها تقاضى الشمس عند حاكم غير موفق.

وقول ابن المعتز:

صببنا عليها- ظالمين- سياطنا … فطارت بها أيد سراع وأرجل

فقوله «ظالمين» احتراس وتكميل، ولو حذفها الشاعر لفهم أن فرسه بطيئة تستحق الضرب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015