اساليب بلاغيه (صفحة 220)

فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا* يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا» (?).

هذا الكلام قد حذف منه جملة دل عليها صدره وهو البشرى بالغلام وتقديرها: ولما جاءه الغلام ونشأ وترعرع قلنا له: يا يحيى خذ الكتاب بقوة، فالجملة المحذوفة ليست من الجمل المفيدة.

ومما ورد على ذلك شعرا قول المتنبى:

لا أبغض العيس لكّنى وقيت بها … قلبى من الهمّ أو جسمى من السّقم

وفى هذا البيت حذف، والتقدير: لا أبغض العيس لإنضائى إياها فى الأسفار ولكنى وقيت بها كذا وكذا، فالثانى دليل على حذف الأول.

ومما يتصل بهذا الضرب حذف ما يجئ بعد «أفعل» مثل: «الله أكبر» أى: أكبر من كل كبير. وعليه ورد قول

البحترى:

الله أعطاك المحبّة فى الورى … وحباك بالفضل الذى لا ينكر

ولأنت أملأ فى العيون لديهم … وأجلّ قدرا فى الصدور وأكبر

أى: أنت أملأ فى العيون من غيرك (?).

...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015