اساليب بلاغيه (صفحة 181)

ومن أمثلة كون الجملة الثانية توكيدا للأولى قول المتنبى:

وما الدّهر إلّا من رواة قصائدى … إذا قلت شعرا أصبح الدهر منشدا

فالجملة «إذا قلت ...» توكيد للأولى، لأنّ معنى الجملتين واحد.

ومنه قول الشاعر:

يهوى الثناء مبرز ومقصّر … حبّ الثناء طبيعة الإنسان

فالجملة «حب الثناء ...» توكيد للأولى، لأنّ معنى الجملتين واحد.

- أن تكون الجملة الثانية بدلا من الأولى، والمقتضى للإبدال كون الأولى غير وافية بتمام المراد بخلاف الثانية والمقام يقتضى اعتناء بشأنه لنكتة ككونه مطلوبا فى نفسه أو فظيعا أو عجيبا أو لطيفا، وهو ضربان:

أحدهما: أن تنزل الثانية من الأولى منزلة بدل البعض (?) من متبوعه، كقوله تعالى: «أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ. أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ. وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ» (?) فانه مسوق للتنبيه على نعم الله تعالى عند المخاطبين، وقوله:

«أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ. وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ» أوفى بتأديته مما قبله لدلالته عليها بالتفصيل من غير إحالة على علمهم مع كونهم معاندين، والإمداد بما ذكر من الأنعام وغيرها بعض الإمداد بما يعلمون، ويحتمل الاستئناف.

وثانيهما: أن تنزل الثانية من الأولى منزلة بدل الاشتمال (?) من متبوعه كقوله تعالى: «اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ. اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ» (?) فانّ المراد به حمل المخاطبين على اتباع الرسل، وقوله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015