بعد أن ظفر اليهود بحقوق المواطنين في القرن الثالث عشر-الثامن عشر والتاسع الميلاديين- سارعوا بإنشاء جمعياتٍ يهوديةٍ سافرةٍ في عدة أقطار، مثلًا جمعية عشاق صهيون, التي أنشئت في أوديسا سنة 1882م -1298هـ، وحركة التنوير "الهاسكالاه" في ألمانيا، والتي أنشأها موسى مندلسون، وجمعية الاستعمار اليهوديّ التي أنشأها البارون أدموند دي هيرش، وجمعية كاديناح النمسوية, التي كان يرأسها ناتا بيرنباوم، وجمعية صهيون النمسوية, التي تولى رئاستها تيودور هرتزل.
وبمجهود هرتزل التأم أول مؤتمر عالميّ في مدينة بال بسويسرا في 29 أغسطس 1897، يضم أقطاب اليهود من أقطار الدنيا؛ حيث توفروا على توحيد جهودهم، والسعي لتحقيق آمالهم.
وبالنظر لنجاح هذا المؤتمر من وجهة النظر الصهيونية, فقد تقرر عقده بصفة دورية، وأنشئت المنظمة الصهيونية العالمية في ألمانيا تنفيذًا لقرار ذلك المؤتمر، وهذه المنظمة هي أعلى سلطة تشرف على النشاط الصهيونيّ بمختلف صوره وأدواته، وتتولاه بالتوجيه والتمويل والمتابعة، دعمًا لإسرائيل, باعتبارها محور هذا النشاط وهدفه الأول.
وإلى جانب هذ المنظمة يقوم الؤتمر اليهوديّ العالميّ, ويمثل الهيئة العليا التي تتولى شتات اليهود بالرعاية، وتهيئ لهم السيطرة على أنحاء المعمورة، وتعمل على إنشاء الحكومة اليهودية العالمية.
وقد باشرت المنظمة الصهيونية مهمتها إلى عام 1348هـ-1929م؛ حيث تكونت الوكالة اليهودية في فلسطين وحلت محلها، فلما أعلن قيام دول إسرائيل سنة 1367هـ-1948م, تكونت الحكومة اليهودية من بين أعضاء الهيئة التنفيذية للوكالة اليهودية.
ومن المنظمات اليهودية السافرة: منظمة بنادي بريث ومهمتها