قال لبيد:
كذي زادٍ متى ما يكرِ منه ... فليس وراءه ثقةٌ بزاد
وهو يحتمل الأمرين. وأكرى الأمر: أخّره. قال الحطيئة:
وأكريت العشاء إلى سهيل ... أو الشّعرى فطال بي الأناء
وفي الحديث " من أراد النّساء ولا نساء فليكر العشاء وليباكر الغداء " وكرّى الرجل وتكرّى: نام. قال جندل:
ظلّت على فراشها تكرّى ... لم يحطها النّيّ ولا المهرّى
فهي لكلّ سوأة تحرّى
وتمضمض الكرى في عينيه. ويقال للكروان: " أطرق كرى، إنّك لن ترى " فإذا سمعها لبد بالأرض فيلقى عليه ثوبٌ فيصاد.
ومن المجاز: فلان طويل الكرى أي غافل، وتقول للغافللا: يا كرى، إنك لطويل الكرى.
كزّت يده كزازة، ويدٌ كزّةٌ: منقبضة يابسة. وخشبة كزّة: صلبة عوجاء. وذهب كزٌ: يابس. وقوس كزّة: شديدة. وقسيّ كزّات. قال الجاحظ: إذا نزع فيها لم تستغرق السّهم. قال:
لا كزّة السهم ولا قلوع ... يدرج تحت عجسها اليربوع
أي هي فارج. وأخذه الكزاز من البرد وهو تقبض ورعدة وقيل: داء يرعد صاحبه حتى يموت، وفي كتاب الأزهريّ هو بالتشديد، والتخفيف عاميّ عن ابن الأعرابيّ. وكزّ الرجل فهو مكزوز، وقد كزّه البرد والداء.
ومن المجاز: كزّت المرأة دملجها: ملأته بعضها. قال:
يا رب بيضاء تكز الدملجا ... تزوّجت شيخاً طويلاً كوسجا
وكزّت خطاه: تقاربت. ورجل كزّ وكزّ اليدين: شحيح قليل المؤاتاة. قال:
يمارس نفساً بين جنبيه كزّةً ... إذا همّ بالمعروف قالت له مهلاً
وقد كزّت نفسه واكتزت. وتقول: فلان لا يكتزّ، ولكن يهتزّ.
أنف أكزم. ويد كزماء، وفي أصابعه كزمٌ: قصرٌ.
ومن المجاز: في يده كزم إذا لم يبسطها بالمعروف. وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتعوّذ من العيمة والأيمة والكرم والقزم.