بك أي ما رأيتك. قال:
إن اكتحالاً بالنّقيّ الأفلج ... ونظرا في الحاجب المزجّج
مئنّةٌ من الفعال الأعوج
واكتحل وجهك بالهمّ إذا ظهر فيه أثره. قال الراعي:
إذا اكتحلت بعد اللّقاح نحورها ... بنسء حمت أغبارها وازمهرّت
واكتحل فلان بسوء حال: ظهر فيه أثره. وجذب كاحل. قال بشير بن النّكث:
إن كحل الجدب وعضّت لزبه ... كفاه من كلّ طعام يجلبه
كوم الذرى يطلبها وتلطبه
وقد كحلتهم السنة، وسنة كاحلة وكحلاء وكحلٌ. قال مسكين الدارميّ:
لسنا كأقوام إذا كحلت ... إحدى السنين فجارهم تمر
أي يؤكل جارهم كما يؤكل التمر. وقال المرّار الفقعسيّ:
إن قبرين بالقنان لقبرا ... ن هما ما هما لدى الكحلاء
وصرّحت هذه السنة كحلاً أي صرّحت سنةً منكرةً. وأصابهم كحلٌ ومحلٌ، وتقول: قد أناخ بهم المحل، وخانتهم كحل، مؤنثاً معرفة مخيراً في صرفه ومنعه. وفي مثل " باءت عرار بكحل " وهما بقرتان كانتا في بني إسرائيل عقرت إحداهما فعقرت بها الأخرى.
فلان كدود: يكدّ نفسه في العمل يتعبها.
ومن المجاز: كدّ لسانه بالكلام وقلبه بالفكر. وكدّت الدوابّ الأرض بالحوافر وهي الكديد. وكددت رأسي وجلدي بالأظفار إذا حككته حكاً بإلحاح، ومنه قول كثير:
غنيت فلم أرددكم عن بغيّةٍ ... وجعت فلم أكددكم بالأصابع
أي لم ألح عليكم في السؤال. وبئر كدود: لا ينال ماؤها إلا بجهد. وناقة كدود ورجل كدود: لا ينال درها وخيره إلا بعد عسر. وكان ابن هبيرة يقول: كدّوني فإني مكدّ أي سلوني فإني أعطي على السؤال.
كدر الماء عن ابن الأعرابيّ فيه اللغات الثلاث، وماء كدرٌ وأكدر: بيّن الكدر والكدرة والكدورة. ونطفة سجراء كدراء: حديثة عهد بالسماء لأن فيها كدرة حينئذ. وطائر أكدر،