قال ذو الرمة:
ولو كلمت مستوعلاً في عماية ... تصباه من أعلى عماية قيلها
وتصابى الشيخ. ورأيته في صباه. وله صِبية صغار وأصبية وأصيبية وصبيان، وقد أصبت المرأة: كثر صبيانها، وامرأة مصب ومصبية، ونساء مصبيات. وصابى الشيء: قلبه وأماله. قال:
وفتية غير أنكاس بنيت لهم ... على جياد قسيّ النبع أبراداً
فقائل منهم صابيت بنيته ... وقائل منهم دعه فقد جادا
وصابيت هذا البيت إذا لم يقمه في إنشاده. ومالك تصابي الكلام: لا تجريه على وجهه. وصابي سيفه وسكينه: قربه على غير وجهه المستقيم، وتقول لمن يناولك السكين: صاب سكينك أي اقلبه واجعل مقبضه إليّ، وتقول: إذا ناولت السكين فصابه، ومل إلى أخيك بنصابه. وصبت الريح: هبت صباً، كقولك: جنبت وشملت. قال:
وأوفت له والريح تعدل متنه ... وتقتاده تصبو عليه وتجنب
وتقول: إذا صبت الأرواح، صبت الأرواح. وهبت الأصباء. قال:
أذاع بمغناها مع الدجن والبلى ... رياح من الأصباء هوج دوافن
وقيل: سميت صباص لأنها تستقبل البيت فكأنها تحنّ إليه.
ومن المجاز: وقعت صبيان الجليد وهي ما تحبب منه كأنه اللؤلؤ الصغار، وغدوت انفض صبيان المطر وهي صغار قطره. قال:
ضار غدا ينفض صبيان المطر
وقال:
فأضحى وصبيان الصقيع كأنه ... جمان بضاحي جلده يتحدّر
وقال ابن مقبل:
تحدّر صبيان الصبا فوق متنه ... كما لاح في سلك جمان مثقب
ورواه صاحب الحصائل وغيره: صئبان. واضطرب صبيّاه وهما ما استدق في طرفي اللحيين ممايلي الذقن. قال ذو الرمة:
ترى كل شرواط كأن قتودها ... على مكدم عاري الصبيين صائف
وبه وجع في صبي قدمه وهو ما بين حمارتها إلى الأصابع. ضربه بصبي السيف وهو ما دون ظبته. قال الهذليّ:
بضرب يزيل الهام شدّة وقعه ... بكل حسام ذي صبيٍّ ورونق