ومن المجاز: أبرم الأمر وأمر مبرم، وبرم فلان بحجته إذا لم تحضره. قال:
يخبر طرفانا بما في قلوبنا ... إذا برمت بالمنطق الشفتان
كأنما مل الحجة أو المنطق فتركه. وهو برم اللسان: للعي. وأمر سحيل ومبرم. قال زهير:
يميناً لنعم السيدان وجدتما ... على كل حال من سحيل ومبرم
وقال رؤبة:
بات يصادي أمره أمبرمه ... أعصمه أم السحيل أعصمه
والأصل الخيط السحيل، وهو ما كان طاقاً واحداً، والمبرم طاقان يفتلان حتى يصيرا واحداً.
نزلنا به فأطعمنا الخبز الفرني، والنمر البرني. ورأيت عنده براني العسل جمع برنية.
أقمت عنده برهة من الدهر، وأقام عندنا بريه بريهة: يريد مصغر إبراهيم على الترخيم حكي عن الفراء. وأبره فلان: جاء بالبرهان، وبرهن مولد. والبرهان بيان الحجة وإيضاحها من البرهرهة وهي البيضاء من الجواري، كما اشتق السلطان من السليط لإضاءته. وتقول: لا تشبه العدلية بالمشبهه، وافصل بين إبراهيم وأبرهه.
ما عندي قلم بري أي مبري، وأرفع براية القلم. قال المتنخل:
وصراء البراية عود نبيع ... كوقف العاج عاتكة اللياط
وبفيه البري وحمىً خيبرا، وشر ما يرى.
ومن المجاز: بريت الناقة بالسير، وبرآها السفر، وناقة ذات براية: بها بقية بعد بري السفر إياها. وإنك لذو براية: لمن فيه بقية بعد السفر. وفلان يباري الريح جوداً، وأعطته الدنيا برتها إذا تمكن منها وحظي بها.
به بزخ وهو شبه القعس. ورجل أبزخ وارمأة بزخاء. ومشى بزخاً ومشى فلان متبازخاً كمشية العجوز إذا تكلفت إقامة صلبها فتقاعس كاهلها وانحنى ثبجها.
ومن المجاز: تبازخ عن الأمر: تقاعس عنه. ورأى أعرابي عيداناً فقال: أراهن بزخاً عوجاً.
بزر برمتك وألق فيها الأبزار والأبازير. وتقول: اللحم المبزر أشهى والنفس عليه أشره، وإلا فهو بجزر السباع أشبه.
ومن المجاز: مثل لا تخفي عليه أبازيرك أي زياداتك في القول ووشاياتك. وقد بزر فلان كلامه وتوبله، ومنه قيل للرجل المريب: البازور. قال:
أما بنو يشكر لا در درهم ... ولا سقوا فهم قوم بوازير
خرجوا عليهم الخزوز والبزوز وهي الثياب الجياد. وأشبه أمرأً بعض بزه. وغزا في بزة كاملة وهي السلاح، وتقلد بزاً حسناً وهو السيف.