قال أبو زبيد:
نعم الكرام على ما كان من خلق ... رهط امريء خاره للدّين مختار
ويقال: أنت على المتخير أي تخير ما شئت، ولست على المتخير. قال الفرزدق:
فلو أن حريّ بن ضمرة فيكمو ... لقال لكم لستم على المتخير
وهو من أهل الخير والخير وهو الكرم. وهو كريم الخير والخيم وهو الطبيعة. وما أخير فلاناً وهو رجل خير، وهو من خيار الناس وأخيارهم وأخايرهم. وخيّره بين الأمرين فتخير. وخايره في الخط مخايرة، وتجخايروا في الخط وغيره إلى حكم. وخايرته فخرته أي كنت خيراً منه. قال العباس بن مرداس:
وجدناه نبياً مثل موسى ... فكلّ فتى يخايره مخير
وإن فلاناً لذو مخيورة وشرف وهي الخير والفضل وأنشد الجاحظ للنمر:
ولاقيت الخيور واخطأتني ... شرور جمة وعلوت قرني
خاس اللحم: تغير، ولحم خائس. وجوزة خائسة. وإبل مخيسة: محببسة للنحر أو للقسم لا تسرح. قال النابغة:
والأدم قد خيست فتلاً مرافقها ... مشدودة برحال الحيرة الجدد
وخيّس فلان في السجن، وهو المخيّس. وكأنه أسامة في خيسه أي في أجمته، وكأنه جمع أخيس من قولهم: عيص أخيس: ملتف. قال جندل:
وإن عيصى عيص عزّ أخيس ... ألف تحميه صفاة عريس
ومن المجاز: خاس بوعده وبعهده إذا نكث وأخلف، وخاس بما كان عليه. قال ابن الدمينة:
فيا رب إن خاست بما كان بيننا ... من الود فابعث لي بما فعلت صبراً
خاط الثوب وخيّطه، وسلك الخيط في الخِياط والمخيط.
ومن المجاز: أخذ الليل في طيّ الريط، وتبين الخيط من الخيط؛ وهو أدق من خيط باطل وهو الهباء المنبث في الشمس، وقيل لعاب الشمس، وقيل الخيط الخارج من فم العنكبوت الذي يقال له مخاط الشيطان. وقال شيخ من دوس لعبد الله ابن الزبير:
أتطمع أن تحوي الخلافة ساءماً ... غررت لقد أصبحت في خيط باطل