وبات فلان في الحرس، وهو من الحراس والأحراس. قال امرؤ القيس:
تجاوزت أحراساً إليها ومعشراً ... عليّ حراصاً لو يسرون مقتلي
واحترس منه وتحرس.
ومن المجاز: فلان حارس من الحراس أي سارق، وهو مما جاء على طريق التهكم والتعكيس، ولأنهم وجدوا الحرّاس فيهم السرقة. كما قال:
ومحترس من مثله وهو حارس ... فواعجباً من حارس هو محترس
ونحوه كل الناس عدول إلا العدول، فقالوا للسارق: حارس، وقد رأيته سائراً على ألسنة العرب من الحجازيين وغيرهم، يتكلم به كل أحد، يقول الرجل لصاحبه: يا حارس، وما أنت إلا حارس، وحسبناه أميناً فإذا هو حارس. ومنه: لا قطع في حريسة الجبل، وحرسني شاة من غنمي واحترسني، وفلان يأكل الحرسات أي السرقات. ومضى عليه حرس من الدهر، ومضت عليه أحراس.
حرشت بين القوم، وفلان من عادته التحريش والتضريب. وحرش الضب واحترشه، وهو حارش من حرشة الضباب، وفي مثل " هذا أجل من الحرش " والضب أحرش أي خشن الجلد. ودينار أحرش، فيه خشونة الجدة، كقولهم: درع قضاء، وأعطاني فلان دنانير حرشاً. ونقبة حرشاء: لم تطل بالهناء. قال:
وحتى كأني يتقى بي معبد ... به نقبة حرشاء لم تلق طاليا
حرص على الشيء، وهو حريص من قوم حراص، وما أحرصك على الدنيا! والحرص شؤم، ولا حرس الله من حرص. وحرص القصّار الثوب: شقه، وبثوبك حرصة. وأصابته حارصة، وهي من الشجاج التي شقت الجلد. وحمار محرص: مكدح. وانهلت الحارصة والحريصة، وهي السحابة الشديدة وقع المطر، تحرص وجه الأرض. قال الحويدرة:
ظلم البطاح بها انهلال حريصة ... فصفا النطاف بها بعيد المقلع
ورأيت العرب حريصه، على قع الحريصه.
نهك فلان مرضاً، حتى أصبح حرضاً، وهو المشفي على الهلاك. وأحرضه المرض، ولا تأكل كذا فإنه يمرضك ويحرضك. وحرضه على