وقال النابغة:
الطّاعن الطّعنة يوم الوغى ... ينهل منها الأسل النّاهل
وأنهلوا زرعهم: سقوه السقية الأولى.
نهم الأسد نهيماً وهو فوق الزّئير. ونهمت الإبل: زجرتها. وله في هذا الأمر نهمة: شهوة، وقضى منه نهمته. قال أوس:
فلما قضى منهنّ في الصّنع نهمةً ... فلم يبق إلا أن تسنّ وتصقلا
وهو منهوم به: لا يشبع منه. وقد نهم به أشدّ النّهمة: أولع به.
ومن المجاز: للقدر نهيم. قال الراعي:
فبات شريكاً في ركود مدامة ... يميت المحال أزّها ونهيمها
وقال جرير:
والقدر تنهم بالمحال وترتمي ... بالزور همهمة الحصان الأدهم
نهنهته عن كذا فتنهنه.
نهاه فانتهى. وتناهوا عن المنكر. وانتهى الشيء: بلغ النهاية. وتناهى البعير سمناً وجمل نهيٌّ، وناقة نهيّة. وهو بعيد المنتهى. ولا ينتهي حتى ينتهى عنه. وروَى بنو حنيفة أهاجيّ الفرزدق في جرير فأحفظوه فاستنهاهم أي قال لهم: انتهوا. وهذا منتهى الأمر ونهايته ومنهاته. قالت ليلى الأخيلية:
ألم تعلم جزاك الله شراً ... بأن الموت منهاة الرجال
وقال جرير:
حتى أنخنا عند أبواب الحكم ... في بؤبؤ العزّ ومنهاة الكرم
وهم أمرةٌ بالمعروف نهاةٌ عن المنكر. وهو نهوٌّ عن الشرّ. وما تنهاه عنا ناهية أي ما تكفّه كافّةٌ. وما ينظر في أوامر الله ونواهيه. وأنهي إليه الخبر. وهو من أولى النّهى. وإنه لذو نهيةٍ. ورجل نهٍ، وقوم نهون. ودرع كالنّهي، ودروع كالنّهاء وهي الغدران.
ومن المجاز: قول ابن مقبل:
يمشين هيل النّقا مالت جوانبه ... ينهال حيناً وينهاه الثرى حيناً
أي إذا مطر لم ينهل.
ومن المجاز: عضّته أنياب الدهر ونيوبه. وظفّر