إلاّ الخلافة ميزتك فأنني ... أنا عاطل منها وأنت مطوق

لا، بل الأحرى بنا والأحجى، والإنجاح لسعينا والارجى؛ أنَّ نعدل عن هذا المنهاج، ويقوم وافدنا بين يدي علاه مقام الخاضع المتواضع الضعيف المحتاج، وينشد ما قال في الشيرازي أبن الحجاج:

الناس يفدونك اضطراراً ... منهم وأفديتك باختياري

وبعضهم في جوار بعض ... وأنت حتى أموت جاري

فعش لخبزي وعش لمائي ... وعش لداري وأهل داري

ونستوهب من المنان الوهاب تعالى وجلت أسماؤه، وتعاظمت نعماؤه؛ رحمة تجعل في يد الهداية أعنتنا، وعصمة تكون في مواقف المخاوف جنتنا؛ وقبولا يعطف علينا نوافر القلوب، وصنعاً يسني لنا كل مرغوب ومطلوب، ونسأله، وطالما بلغ السائل سؤلاً ومأمولا، متابا صادقا على موضوع الندم ممولا، ثم عزاء حسناً وصبراً جميلا، عن أرض أورثها من شاء من عباده لهم ومديلا، وسادلا عليهم من ستور الإملاء الطويلة سدولا، " سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ". فلينظر الطائر الوسواس المرفرف مطيراً، كان ذلك في الكتاب مسطوراً، ولم نستطع عن مورده صدوراً، وكان أمر الله قدراً مقدوراً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015