ومن محاسن الموشحات للمتأخرين موشحة أبن سهل شاعر اشبيلية وسبتة من بعدها فمنها قوله:
هل درى ظبي الحمى أن قد حمى ... قلب صب حله عن مكنس
فهو في نار وخفق مثلما ... لعبت ريح الصبا بالقيس
وقد نسج على منواله فيها صاحبنا الوزير أبو عبد الله بن الخطيب شاعر الأندلس والمغرب لعصره فقال:
جادك الغيث إذا الغيث همى ... يا زمان الوصل بالأندلس
لم يكن وصلك إلاّ حلما ... في الكرى أو خلسة المختلس
إذ يقود الدهر اشتات المنى ... تنقل الخطو على ما يرسم
زمرا بين فرادي وثنى ... مثلما يدعو الوفود الموسم
والحيا قد جلل الروض سنى ... فثغور الزهر فيه تبسم
وروى النعمان عن ماء السما ... كيف يروي مالك عن أنس
فكساه الحسن ثوبا معلما ... يزدهي منه بأبهى ملبس
في ليال كتمتا سر الهوى ... بالدجى لولا شموس الغرر
مال نجم الكأس فيها وهوى ... مستقيم السير سعد الأثر
وطر ما فيه من عيب سوى ... أنه مر كلمح البصر
حين لذلك النوم مع حلو اللمى ... هجم الصبح هجوم الحرس