وذكر الأعلم البطليوسي أنه سمع زهر يقول: ما حسدت قط وشاحا على قول إلاّ أبن بقي حين وقع له:

أما ترى أحمد ... في مجده العالي لا يلحق

أطلعه المغرب ... فأرنا مثله يا مشرق

وكان في عصرهما من الوشاحين للطبوعين أبو بكر بن الأبيض وكان في عصرهم أيضاً الحكيم أبو بكر بن باجة صاحب التلاحين المعروفة.

ومن الحكايات المشهورة أنه حقر مجلس مخدومة أبن تيفلوت صاحب سرقسطة فألقى على بعض قيناته موشحته التي أولها:

جرر الذيل أيما جر

فطرب الممدوح لذلك وختمها بقوله:

عقد الله راية النصر ... لأمير العلا أبي بكر

فلما طرق ذلك التلحين سمع أبن تيفلويت صاح: واطرباه وشق ثيابه وقال: ما أحسن ما بدأت وما ختمت وحلف بالأيمان المغلظة إلاّ يمشي أبن باجة إلى داره إلاّ على الذهب فخاف الحكيم سوء العاقبة فاحتال بأن جعل ذهبا في نعله ومشى عليه.

ثم قال أبن خلدون بعد كلام: واشتهر بعد هؤلاء في صدر دولة الموحدين محمّد بن أبي الفضل بن شرف. ثم قال: وأبن هردوس الذي له:

يا ليلة الوصل والسعود ... بالله عودي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015