هل يحمل الزاد دار الكريم ... والمصطفى الهادي شفيع مطاع
فجاهه ذخر الفقير العديم ... وحبه رادى ونعم المتاع
والله سماه الرءوف الرحيم ... فجاره المكفول ما إن يضاع
عسى شفيع الناس يوم الحساب ... وملجأ لدفع الكروب
يلحقني منه قبول مجاب ... يشفع لي في موبقات الذنوب
يا مصطفى والخلق لهم العدم ... والكون لم يفتق كمام الوجود
مزية أعطيتها في القدم ... بها على كل نبي تسود
مولدك المرقوب لنا نجم ... أنجز للأمة وع السعود
ناديت لو يسمع لي بالجواب ... شهر ربيع: يا ربيع القلوب
أطلعت للهدى بغير احتجاب ... شمسا ولكن مالها من غروب
وليكن هذا آخر ما أردناه وقصدناه من شأن أبن زمرك وسردناه.
وسنح لي أن أنتقي بعض كلام أبن خلدون في تاريخه الكبير في ذكر الموشحات والأزجال فنقول: قال رحمه الله: وأما أهل الأندلس فلما كثر الشعر في قطرهم وتهذبت مناحيه وفعوله وبلغ التعميق فيه الغاية استحدث المتأخرون منهم فنا منه وسموه بالموشح ينظمونه أسماطا أسماطا وأغصانا أغصانا يكثرون منها ومن أعاريضها المختلفة ويسمون منا بيتا واحدا ويلتزمون عدد قوافي تلك الأغصان وأوزانها متتالية فيما بعد إلى آخر القطعة وأكثر ما ينتهى عندهم إلى سبعة أبيات ويشتمل كل بيت على أغصان عددها بحسب الأغراض والمذاهب وينسبون فيها ويمدحون كما يفعل في القصائد وتجاوزوا