تسجع مفتنة اللغات ... كل عن الشوق يعرب

والغصن بعد الذهاب يأتي ... لأكوس الطل يشرب

وأدمع السحب في أنسياح ... في كل روض لها سبيل

والجو مستبشر النواحي ... يلعب بالصارم الصقيل

قم فأغتنم بهجة النفوس ... ما بين نورٍ وبين نورٍ

وشفع الصبح بالشموس ... تديرها بيننا البدور

ونبيه الشرب للكئوس ... تمزج من ريقه الثغور

ما أجمل الراح فوق راح ... صفراء كالشمس في الأصيل

تغادر الصدر ذا انشراح ... للأنس في طيفه مقيل

ولا تذر خمرة الجفون ... فكسرها في الهوى جنون

ولتخش من اسهم العيون ... فإنها رائد المنون

عرضت منها إلى الفتون ... وكل خطب لها يهون

أهيم بالغادة الرادح ... والجسم من حبها عليل

لو بت منها على اقتراح ... نقعت من ريقها الغليل

أواعد الطيف للمنام ... ومن لعيني بالمنام

أسهر في ليله التمام ... وأنت يا بدر في التمام

وألم الزهر في الكمام ... عليه من ثغرك ابتسام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015