ومن أوليات نظمه يخاطب شيخه الوزير أبا عبد الله بن الخطيب رحمه الله مادحا قوله من قصيدة مطلعها: أما وانصدع النور من مطلع الفجر يقول فيها بعد أبيات:

لك الله من فذلك الجلالة أوحد ... تطاوعه الآمال في النهي والأمر

لك القلم الأعلى الذي طال فخره ... على المرهفات البيض والأسل السمر

يقلد أجياد الطروس تمائما ... بصنفي لآل من نظم ومن نثر

تهيبك القرطاس فاحمر إذ غدا ... يقل بحور من أناملك العشر

كأن رياض الطرس خد مورد ... يطرزه وشي العذار من الحبر

فشارة على الملك رائقة الحلى ... بألوية حمر وبالصحف الحمر

وما روضة غناء عاهدها الحيا ... بها وشى الربيع يد القطر

تغنى قيان الطير في جنباتها ... فيرقص غصن ألبان في حلل خضر

تمد لأكواس العرار أناملا ... من السوسن الغض المختم بالتبر

ويحرس خد الورد صام نهرها ... ويمنع ثغر النور بالذابل النضر

يفاخر مرآها السماء محاسنا ... فتزرى نجوم الزهر منها على الزهر

إذا مسحت كف الصبا جفن نورها ... تنفس ثغر الزهر عن عنبر الشحر

بأعطر من ريا ثنائك في السرى ... وأبهر حسنا من شمائلك الغر

عجبا له يحكى خلال خميلة ... وتفوق منه الأسد في موقف الذعر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015