إنَّ المنايا للبرايا غاية ... سبق الكرام لخصلها بسباق

لمّا حسبنا أن تحول أبؤسا ... كشفت عوان حروبها عن ساق

ما كان إلاّ البدر طال سراره ... حتى رمته يد الردى بمحاق

أنف المقام مع الفناء نزاهة ... فنوى الرحيل إلى مقام باقي

عدم الموقف في مرافقة الدنا ... فثنى الركاب إلى الرفيق الباقي

أسفا على ذلك الجلال تقلصت ... أفياؤه وعهدن خير رواق

يا آمري بالصبر عيل تصبري ... دنى عدتك لواعج الأشواق

وذر اليراع تشي بدمع مدادها ... وشى القريض يروق في الوراق

يا حسرتي للعلم أقفر ربعه ... والعدل جرد أجمل الأطواق

ركدت رياح المعلوات لفقدها ... كسدت به الآداب بعد نفاق

كم من غوامض قد صدعت بفهمها ... خفيت مداركها على الحذاق

كم قاعد في البيد فوق قعوده ... قعدت به الآمال دون لحاق

لمن الركائب بعدك تنتضي ... ما بين شأم ترتمي وعراق

تفلى الفلا بمناسم مفلولة ... تسم الحصى بنجيعها الرقراق

كانت إذا اشتكت الوجى وتوقفت ... يهفو نسيم ثنائك الخفاق

فإذا تنسمت الثناء أمامها ... مدت لها الأعناق في الإعناق

يا مزجي البدن القلاص خوافقا ... رفقا بها فالسعي في إخفاق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015