لولاك كان الدين يغمط حقه ... ولكان دين النصر فيه يمطل

لكن جنيت الفتح من شجر القنا ... وجنى الفتوح لمن عداك معلل

فلطالما استفتحت كل ممنع ... من دونه باب المطامع مقفل

ومتى نزلت بمقلٍ متأشب ... فالعصم من شعفاته تستنزل

وإذا غزو فإنَّ سعدك ضامن ... ألا تخيب وإنَّ قصدك يكمل

فمن السعود أمام جيشك موكب ... ومن خلال دون جندك جحفل

وكتيبة أردفتها بكتيبة ... والخيل تمرح في الحديد وترفل

من كل منفخر كلمحة بارقٍ ... بالبدر يسرج والأهلة ينعل

أوفى بهاد كالظليم وخلفه ... كفل كما ماج الكثيب الأهيل

حتى إذا ملك الكمى عنانه ... يهوى كما يهوى بجو أجدل

حملت أسود كريهة يوم الوغى ... ما غابها إلاّ الوشيج الذبل

لبسوا الدروع غدائر مصقولة ... والسمر قضب فوقها تتهدل

من كل معتدل القوام مثقفٍ ... لكنه دون الضريبة يعسل

أذكيت فيه شعلة من نصله ... يهدى بها إنَّ ضل عنه المقتل

ولرب لماع الصقال مشهر ... ماضٍ ولكن فعله مستقبل

رقت مضاربه وراق فرنده ... فالحسن فيه مجمل ومفضل

فإذا الحروب تسعرت أجوالها ... ينساب في يمناك منه جدول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015