حطت البلاد ومن حوته ثغورها ... وكفى بسعدك حاميا لذمار
لله رحلتك التي نلنا بها ... أجر الجهاد ونزهة الأبصار
أوردتنا فيها لجودك موردا ... مستعذب الإيراد والإصدار
وأفضت فينا من نداك مواهبا ... حسنت مواقعها على التكرار
أضحكت ثغر الثغر لمّا جئته ... وخصصته بخصائص الإثار
حتى الفلاة تقيم يوم وردتها ... سنن القرى بتلالؤ الأنوار
وسرت عقاب الجو تهديك الذي ... تصطاد من وحش ومن أطيار
والأرض تعلم أنك الغوث الذي ... تضفي عليها وافي الأستار
ولرب منتد الأباطح موحش ... عالي الربا متباعد الأقطار
همل المسارح لا يراع قنيصه ... إلاّ لنبأة فارس مغوار
سرحت عنان الرياحفيه وربما ... ألقيت بساحته عصا التسيار
باركته والأفق قد خلع الدجى ... مسحا ليلبس خدمة الإسفار
وجرى به نهر النهار كمثل ما ... سكب النديم سلافة من قار
عرضت به المستنفرات كأنها ... خيل عراب جلن في مضمار
أتبعتها غرر الجياد كواكبا ... تنقض رجما في سماء غبار
والهاديات يومها عبل الشوى ... متدفق كتدفق التيار
أزجيتها شقراء رائقة الحلى ... فرميت منها بشعلة نار