ثم قال بعد ذكر جملة من قصائد: ومن ذلك وقد عاد من وجهه للصيد أعملها وأعنت للجياد في ميادين ذلك الطرد أرسلها ما أنشده:
حياك يا دار الهوى من دار ... نوء السماك بديعة مدرار
وأعاذ وجه رباك طلقا مشرقا ... متضاحكا بمماسم النوار
أمذ كرى دار الصباب والهوى ... حيث الشباب يروق حسن نضار
عاطيتني عنها الحديث كأنما ... عاطيتني منها كئوس عقار
إيه وإن أذ كيت نار صبابتي ... وقدحت زند الشوق بالتذكار
يا زاجر الأظعان وهي مشوقة ... أشبهتها في زفرة وأوار
حنت إلى نجد وليست دارها ... وصبت إلى هندية والقار
لكنها شامت به برق الحمى ... واعتادها طيف الكرى بمزار
هل تبلغ الحاجات إن حملتها ... إن الوفاء سجية الأحرار
عرض بذكرى في الخيام وقل إذا ... جئت العقيق مبلغ الأوطار
عار بقومك يا بنة الحيين أن ... تلوي الديون وأنت ذات يسار
أمنعت ميسور الكلام أخا الهوى ... وبخلت حتى بالخيال الساري؟
وأبان جاري الدمع عذر هيامه ... لكن أضعت حقوق داك الجار
هذا وقومك ... ما علمت خلالهم أوفى الكرام بذمة وجوار