لله عينا من رآهم تطلعوا ... غصونا بروض الجود منك ترعرعوا
وفي دوحة العلياء منك تفرعوا ... ملوك بجلباب الحياء تقنعوا
أضاء بهم أفق قصرك منتدى
وقد أشعروا الصبر الجميل نفوسهم ... وقد أفرغوا فوق الحلى لبوسهم
وقد زينوا بالبشر فيه شموسهم ... وعاطوا كئوس الأنس فيه جليسهم
وأبدوا على هول المقام تجلدا
شمائل فيهم من أبيهم وجدهم ... تفصل آي الفخر فيها بحمدهم
وتنسبها الأنصار قدما لسعدهم ... تضئ بها نورا مصابيح سعدهم
ولم لا ومن صحب الرسول توقدا
فو الله لولا سنة قد أقمتها ... وسيرة هدى للنبي علمتها
وأحكم عدل للجنود رسمتها ... لجالت بها الأبطال تقصد سمتها
وتترك أوصال الوشيج مقصدا
ويا عاذرا أبدى لنا الشرع عذه ... طرقت حمى قد عظم الله قدره
وأجريت طيبا يحسد الطيب نشره ... لد جئت ما تستطعم الصيد أمره
وتفديه إن يقبل خليفها فدا
رعى الله منها دعوة مستجابة ... أفادت نفوس المخلصين إنابة
ولم تلف من دون القبول حجابة ... وعاذرها لم يبد عذرا مهابة
فأوجب عن نقص كمالا تزيدا