ومن ناحية أخرى: فإن على المجتمع أن يساعد المنحرفين على الاستقامة، إذا هم سلكوا سبيلها، وعلى التوبة إذا هم أعلنوها، وأن يغفر لهم، وينسى سوء أعمالهم، كما قال تعالى: {قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون} ، وهذه مسألة مهمّة جدا، فإن الناس ـ مع الأسف ـ لا ينسون ذنوب سواهم، ولا يعرضون عنها، ولو تاب المذنب وأصلح عمله.. وهذا الموقف، يدفع بالكثيرين من هؤلاء التائبين: إما الى اليأس.. والانزواء.. وإما الى العودة الى حياة الاجرام والرذيلة ...
إن المسلمين مسؤولون جميعا، بعضهم عن بعض، كلّ بحسب طاقته واستطاعته، لأنهم كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو اشتكى كله، والمؤمن لا يكمل إيمانه إلا إذا أحبّ لأخيه ما يحبّه لنفسه، وكره لأخيه ما يكرهه لنفسه، وما سوى ذلك فهي: الأنانية.. والأثرة.. وحبّ الذات، وعلى حساب الآخرين.. وليس ذلك من أخلاق المؤمنين.
بعد كل " أزمة"، وعند كل كارثة.. يتساءل الناس: ما هو الحلّ؟.. وهو أمر بديهي: أن يسأل الناس، عن المسؤول.. وعن الحل..
ونحن ذكرنا في الفصل السابق: من هو المسؤول.. على نحو ما جعل المسؤولية على عاتق الجميع.. فلا أحد غير مسؤول.. بدءا من "الحاكم".. وانتهاء بالمواطن الفرد.. فكلنا مسؤول.. وسوف نسأل عن هذه المسؤولية..
أما الحلّ لهذه الأزمات.. والمخرج من هذه الورطات.. فإنه بإيجاز: "الإسلام".. أجل: إنه الإسلام.. بتشريعاته واحكامه، وآدابه وأخلاقه.. وتكاليفه، وأوامره، ونواهيه..
إنه "الإسلام" وحده.. لا حلّ لمآسي البشرية في سواه.. ولا ملجأ لها إلا الى أحكامه الغرّاء.. وأنظمته المحكمة العظيمة..
هذا هو الجواب عن هذا السؤال بإيجاز..
أما الجوب بالتفصيل.. فتجده في كتابنا:" سبيل النهضة".
تمّ بعونه تعالى تبييض هذا الكتاب:
"أزمات الشباب"
في شهر محرّم عام 1411هـ
الموافق لشهر آب عام 1990 م
في مدينة "بيروت"