إنه يخطئ من يعتقد أو يظن بأن المسلمين لا يقبلون دخول الكفار إلى بلادهم إلا إذا كانوا يرغبون في الإسلام , كما يخطئ أيضاً من يرمي المسلمين بأنهم يحملون سيوفهم في أيديهم ليسلوها في وجه كل من لا يدين بدينهم مما يجعل غير المسلمين لا يأمنون على أنفسهم ولا يثقون بأن تطأ أرجلهم بلادهم , لكن الحقيقة تخالف هذا الاعتقاد , فالجوار بين العرب قبل الإسلام كان له شأن كبير, وكانت الدماء تسيل دون حماية المستجير وحفظه , وكانوا يفتخرون بهذا ويعتزون بحمايته , ثم لما جاء الإسلام أقره ورعاه بذمته وذمة المسلمين , فأمن الرسل والمعاهدين عهدا مؤبدا أو مؤقتا , وأمن أيضاً من يدخل بلاد المسلمين لمصلحة , سواء للتجارة أو لطلب الصلح والموادعة , أو يحمل رسائل أو مبالغ الجزية أو لسماع القرآن والتعرف على مبادئ الإسلام وتعلم أحكامه والوقوف على غاياته وأهدافه , فيدخل آمنا مطمئنا ويعود كذلك إلى بلاده.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015