اركان الايمان (صفحة 149)

أَثَرَةٍ عَلَيْنَا وَعَلَى أَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ وَعَلَى أَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ أَيْنَمَا كُنَّا لاَ نَخَافُ فِى اللَّهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ. (أخرجه مسلم) (?)

ويقولُ كلمةَ الحقِّ أمامَ الظالمينَ، ويفضحُ ما هم فيهِ من كفرٍ وظلمٍ، عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «أَفْضَلُ الْجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ».أَوْ «أَمِيرٍ جَائِرٍ» (أخرجه أبو داود) (?).

وإذا كان الأمرُ هكذا فكيف يبقى في نفسِ المؤمن الداعية ذرّةٌ من خوفٍ وهو يؤمن بقضاءِ الله وقدَره؟! فما قُدِّرَ سيكونُ، وما لم يقدَّر لنْ يكونَ، وهذا كله مرجعه إلى الله وحده، والعبادُ لا يملكون من ذلك شيئاً. فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا فَقَالَ «يَا غُلاَمُ إِنِّى أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ» (أخرجه الترمذي) (?).

8 - الإيمانُ بالقدَر طريقُ الخلاصِ من الشركِ، وهو مفرقُ الطريقِ بين التوحيدِ والشركِ، فالمؤمنُ بالقدَر يُقرُّ بأن هذا الكون وما فيه صادرٌ عن إلهٍ واحدٍ، ومعبودٍ واحدٍ، ومن لم يؤمنْ هذا الإيمانَ، فإنه يجعلُ مَنْ دونَ الله آلهةً وأرباباً.

9 - وهو يفضي إلى الاستقامةِ على منهجٍ سواءٍ في السّراءِ والضرّاءِ، لا تبطرُه النعمةُ، ولا تيئسهُ المصيبةُ، فهو يعلمُ أن كلَّ ما أصابهُ من نعمٍ وحسناتٍ فمنَ اللهِ، لا بذكائهِ وحسنِ تدبيرهِ، {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} (53) سورة النحل

وإذا أصابَهُ الضراءُ والبلاءُ علِم أن هذا بتقديرِ اللهِ ابتلاءً منه، فلا يجزعُ ولا ييأسُ، بل يحتسبُ ويصبرُ، فيسكبُ هذا الإيمان في قلبِ المؤمن الرضا والطمأنينةَ. قال تعالى عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015