ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 08 - 2008, 12:46 ص]ـ
قال عبد الملك بن مروان لجلسائه - وكان يجتنب غير الأدباء -: أي المناديل أفضل? فقال قائل منهم: مناديل مصر كأنها غرقىء البيض. وقال آخر: مناديل اليمن كأنها أنوار الربيع. فقال عبد الملك: ما صنعتما شيئاً، أفضل المناديل ما قال أخو تميم - يعني عبدة بن الطبيب.
لما نزلنا نصبنا ظل أخبية = وفار للقوم باللحم المراجيل
ورد وأشقر ما يؤنيه طابخه = ما غير الغلي منه فهو مأكول
ثمت قمنا إلى جرد مسومة = أعرافهن لأيدينا مناديل
قوله: "غرقىء البيض" يعني القشرة الرقيقة التي تركب البيضة دون قشرها الأعلى، وقشرها الأعلى يقال له: القيض.
وقوله: "المراجيل" إنما حده "المراجل"؛ ولكن لما كانت الكسرة لازمة أشبعها للضرورة.
وقوله:
ورد وأشقر ما يؤنيه طباخه
يقول: ما تغير من اللحم قبل نضجه.
وقوله: "ما يؤنيه طباخه" يقول: ما يؤخره، لأنه لو آناه لأنضجه، لأن معنى "آناه" بلغ به إناه، أي إدراكه، قال الله عز وجل: "طعامٍ غير نظرين إنهُ" الأحزاب 53، وتقول: أنى يأني إنيّ، إذا أدرك، وآن يئين مثله. وقوله عز وجل: " يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ" الرحمن: 44 أي قد بلغ إناه.
وقوله:
ما غير الغلي منه فهو مأكول
يقول: نحن أصحاب صيد، وهذا من فعلهم.
وقوله: "مسومة" تكون على ضربين: أحدهما أن تكون معلمة، والثنانية أن تكون قد أسميت في المرعى، وهي ههنا معلمة.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[28 - 08 - 2008, 08:06 م]ـ
بارك الله فيك ..