لا تظلم الألفاظ فهي ضعيفة ... عن حمل معنىً دونه تفنى الدنا
الألفاظ ضعيفة عن حمل معنى عظيما جدا كمعنى الحب، صورة جميلة معبرة لكن كيف تفنى دون هذا المعنى الدنا؟؟ أظنك تريد بيان عظم هذا المعنى لكن كيف تحمل الدنا هذا المعنى؟؟ وكيف تفنى دون حمله؟؟
ملحوظة جيدة
تصوراتي عنها بعد أن وضعت نفسي مكان الشاعر
هربت من قول
عن حمل معنى ليس تحمله الدنى
لأنني سأكسر البيت
فاهتديت إلى
عن حمل معنى ما أطاقته الدنى
لكنني لم آت بقرينة تدل على عجز حسي
للحب معنى لم تصوره الدنى
ضاعت فكرة الموازنة بين قدرة اللفظ وقدرة الكون
فالتمست أيسر طريق
عن حمل معنى دونه تفنى الدنى
وتركت التأويل للقاريء
فإن فنيت دون حمله جاز
وإن فنيت في سبيل الحصول عليه جاز
وفي حال كون التعبير صحيحا فقد أشرت بعد هذا البيت إلى أن هذا المعنى يتجلى في مظاهر الطبيعة الجميلة في كل شيء في هذه الحياة، وهذا تناقض.
هي محاولة للإغراق في التأمل غير أن الثوب النزاري لم يكن على مقاس التأمل السهيلي
الحب يسرى في الوجود بأسره ... كالروح لولاه لأدركنا الفنا
"بأسره" ليس هذا مكانها؛ لأن التعبير "الكون بأسره أو الوجود بأسره "
أعبر به إذا أردت الحديث عن معنى عظيم في دلالة الحجم، لكن السياق هنا يدل على أن الحب يسري في الوجود بكامله في كل نواحيه ... لا تريد بيان عظم شيء ما أو مقارنة بالحجم إنما انتشار الحب في كل الوجود وليس المقارنة ...
ليس لأنها لموازنة الأحجام
بل لأنها جاءت حشوا لإتمام البيت فكلمة الوجود شاملة أصلا
<<تعبيري ضعيف لكن أرجو أن يكون المعنى قد اتضح وأصاب الصواب.
"كالروح" وهذا التشبيه يدل على ما أسلفت ...
في كل نبض للحياة صدى له ... يدعوك همسا يا محب أنا هنا
جميل جدا هذا البيت، مفسرا لما قبله مجملا لما بعده؛ فسنرى بعض الأمثلة على وجود الحب في نواحي الحياة ...
"في كل نبض للحياة" وكأنها قد أصبحت قلبا امتلئ بالحب وصار ينبض به في كل حركاتها وسكناتها ... صورة بديعة
والأجمل منها الصورة كاملة التي تجعل الحب يتجلى في كل مكان هامسا مناديا ...
جدا رائع التعبير بـ"همسا" في ظل نبض الدنيا وصخب الحياة ... إنه جلي واضح لكن لايراه أحد؛ لذا فهو ينادي هامسا بكل رقة: إنني هنا!!
في بسمة للفجر عند وداعه ... لليل واستقباله شمس السنا
"بسمة الفجر" الفجر يبتسم وليس وحده وإنما كل شيء في الحياة مبتسم فرح، لأن الحديث عن الحب الجميل ... أحسنت هنا
لن أتحدث عن انتقائك وقت الفجر من أجل جمال ذلك الوقت ولكن الفترة القصيرة التي تفصل بين مرحلتين متناقضتين كما لفتَ نظرنا إليها ... أرى الفجر يقف موقف الوادع لليل الكئيب مبتسما مستقبلا نور الحب و نهار التفاؤل مستقبلا كل شيء جميل مودعا كل ألم وحزن يظلم بالحياة ...
لقد أجدت رسم الحب بصورة مشرقة جميلة ناقضا فيها كل ما علق بالحب من ألم وحزن وظلمة،آتيا بالصورة الجديدة المبتكرة التي جعلت من الحب نورا وإشراقا ...
اختصرتُ كثيرا وحق هذا البيت الوقوف طويلا ولصفحات وإنني أعلم أنني بخسته وربما شوهته بالحديث عنه ولو تركته متألقا معبرا هو عن نفسه لكان أجمل لكن أردت القيام بواجبي ...
في هبة النسمات يعزف وقعها ... بين الغصون أرق ألحان الغنا
صورة رائعة، صيغت بأرق الألفاظ فالحديث عن الحب ...
في الماء يجري في الحقول جداولا ... يهب الحياة لكل نبت محسنا
رأينا الحب يتجلى في النور ثم في هبوب النسيم في هدوء بالغ والآن نراه في الماء الجاري، نراه في صورة متحركة مفعمة بالحيوية ...
تنوع التعبير وتباين الصور سر من أسرار جمال القصيدة، ولو أطال شاعر في وصف الحب بغير هذا التنوع لمل القارئ ... لقد أجدت
النحل طاف على الرياض مقبلا ... أحلى الزهور وراشفا طيب الجنى
الطير يطعم فرخه في نشوة ... الآس عانق في الخميل السوسنا
هل يكون الطير منتشيا حينما يطعم فراخه؟؟ لا أعلم
كان التعبير عن الحب بالجمادات "النور، الماء، النسيم" والآن بالنحل بالزهور بالطيور ...
لم تظل الصور متحركة طويلا بل آثرالشاعر على ذلك أن يجعل القارئ يتنقل بشكل سريع بين نواحي الحياة المختلفة "انتقل من رحلة النحل الهادئة إلى عمل الطيور الكادحة" أحسنت وأجدت وأتقنت.
قطر الندى صمت الدجى سحر السما ... الحب يسكن كل شيء حولنا
أول ما يلفت النظر ويطرب السامع هنا هو حسن التقسيم في الشطر الأول الذي أضفى عليه موسيقى جميلة.
"الحب يسكن كل سيء حولنا" وكل الأمثلة المضروبة في الشطر الأول ساكنة تنطق بالحب في صمت بأبلغ لغة.
جميل ربط الدجى وهدوءه بالجمال لا بالألم ... إن كل شيء ينطق بالجمال فقد سكنه الحب.
والخلاصة لقد أبدعت في صورك ...
الحب ليس علاقة مشبوهة ... أو نظرة تدع الفؤاد مفتنا
اعجبني التعبير المباشر المناسب للمعنى هنا ...
لم يبق بعد كل ما ذكر إلا خلاصة القول
لا تظلموا الحب البريء فطهره ... أسمى كثيرا أن يدنسه الخنا
تكرار لفظة "الحب" ومجيء الألفاظ في النص رقيقة ذات وقع جميل وتعدد الألفاظ المرتبطة بالحب "الروح، الألحان، الغنا، النبض، الحسن، الزهور"
كان من إيجابيات النص فقد ناسبت موضوعه وعاطفتة الشاعر.
اختصرت في بيان جمال القصيدة والوقوف على أسراره وتجاوزت بعض مواضعه لعلمي بأنها معروفة لديك.
أما المآخذ عليه فقد كتبت كل ما ظهر لي، وأنا حقيقة جازمة بتقصيري وعذري أنني في أول الطريق ولم يصح عليّ حتى الآن لقب ناقدة.
"بالنسبة للمستوى اللغوي -نحوي وصرفي- فلا تسل مثلي في ذلك"
أرجو أن أكون قد أصبت ...
وأرجو أن أكون قد أخطأت فيأتي من يصوب لي فأتعلم شيئا جديدا
¥