ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[12 - 12 - 2002, 10:37 م]ـ
إن أحببت أن تحيا الواقع .. تعرف أوضاعه ومشكلاته وعلاج أحواله
أو أردت شيئا من الخيال يرفعك من عالم الواقع إلى آفاق بعيدة، فتحلق في سماء الكون، أو تجلس على السحاب، أو تعيش في كوكب آخر .. تبني لك عالما خاصا
إن أردت استحضارا للماضي كأنك تعيشه، وترى حوادثه ماثلة أمامك، بل تشارك فيها بعاطفتك ونقدك
أو أردت متابعة العصر الذي أنت فيه .. تعرف أخباره، وأشخاصه، طبائعه وصفاته، سننه وقوانينه، تحضره أو تخلفه
إن أردت كل ذلك فعليك به .. فهو يخترق الزمان والمكان .. يطوف بك في كل الأنحاء .. يحملك إلى أقاصي البلاد .. ويذهب بك إلى أعماق الماضي .. ويتجول بك في الحاضر .. وينتقل بفكرك وخيالك لاستشراف المستقبل
إن أردت قوة للذهن، وترقية للفكر، وتدريبا للذاكرة، واتساعا في الأفق، وصقلا للمواهب
إن أردت متعة للنفس، وتهذيبا للحس، وتنمية للذوق، وسموا بالخلق، وزادا للروح
إن نشدت جمالا، أو بحثت عن راحة، أو ابتغيت زادا يمتعك، أو يغذي روحك، أو يوسع فكرك .. فعليك به، فهو الواحة الغناء والظل الفينان، وهو معراج الفكر وقبسة النور
إن أردت معلما يأخذ بيدك .. يؤثرك على نفسه .. يعطيك خبرة السنين .. يقدم لك عظات الدهر .. يضع بين يديك عصارة الفكر .. يطلعك على إنجازات العلم .. ينقلك بين الحرب والسلم .. يوجه لك النصيحة الخفية .. ويتحفك بالإشارة السنية .. ويهديك اللمحة الذكية
إن أردت صاحبا يأتيك حين تريده .. يحفظ سرك .. لا يمل جلستك .. يصبر على معاملتك .. ويحتمل مزاجك في حالي تقلبه .. يؤنسك في وحشتك .. يلزمك إن تفرق الأحباب وذهب الأصحاب .. يسهر إن سهرت .. ويداعبك إن سئمت .. ويبصرك إن ضللت .. ويعلمك إن جهلت .. يقيلك إن عثرت .. ويعينك على الصواب إن زللت
إن أردت ذلك فعليك به .. فإنك لا تجد إلفا نافعا، ولا صاحبا مواتيا، ولا صديقا محافظا، ولا مؤدبا حكيما، ولا واعظا صامتا، ولا أنيسا ممتعا غيره
إن جئته في النهار وجدته، أو أتيته في الليل أخذته، إن رغبت به دقيقة أو أمسكت به أياما، إن احتجت إليه في وحدة أو أنست به في غربة، فهو لك، هو طوع أمرك ورهن إشارتك
إن أردت دينا .. علما .. أدبا .. فقها .. قصصا .. طبا .. فلكا .. تاريخا .. حكمة
إن أردت حقلا منوعا .. وعبيرا مضوعا .. أو أردت روضا متنقلا .. وعالما ملك يديك كاملا
إن أردت رفعة في المكانة، وعلوا في المنزلة .. وسموا في الرتبة .. وتميزا في عالمك .. ورقيا على أقرانك .. وتفوقا على أصحابك .. وسبقا لعصرك وزمانك
إن أردت أن تكون لك يد في بناء الأمة ودور في النهوض بها ودرجة في صفوف حاملي رايتها
إن رغبت في استطلاع دخائل النفوس وطبائع البشر .. إن أردت معرفة سنن الحياة ونواميس الكون .. أو مصاحبة العلماء، ومنادمة الحكماء، ومجالسة الأمراء، والاقتداء بالسعداء، والحذر من الأشقياء
إن أردت ذلك كله فعليك به .. عليك بالكتاب ..
إنه الشاهد الغائب، والحاضر الحافظ، والذكي اللاقط، والواعظ الساكت، والعالم الواعي، والصاحب الوافي
هو مجمع العلم ومستقر الحكم ومستودع الفكر
فيه علوم الأولين والآخرين والقدماء والمحدثين
فيه الخيال والواقع، فيه البسمة والدمعة، فيه الفكرة والعبرة، فيه الطرفة و الحكمة
فقط أحسن اختياره وأوف له حق الصحبة تجده كل ذلك وأكثر
-0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0 - 0
بقلم: أنوار الأمل
ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[13 - 12 - 2002, 05:29 م]ـ
حقاً أنت أنوار الإبداع!
نريد مزيدأً من هذا التسطير الإبداعي الخلاق على صفحات هذا المنتدى الخلاّب
أنا متيقن أنّ من يقرأ مقالك بإمعان سيقبل إقبال النهم على القراءة والكتب
وأخيراً كل عبارات الشكر والإطراء لاتفي بحقك وحق ما كتبت هنا، لكن
لكن رجاؤنا ألا تحرمينا متعة قراءة مثل هذه التجليات.
ـ[حروف]ــــــــ[15 - 12 - 2002, 09:30 م]ـ
هداكِ الله عزيزتي: عز وجل
فقد كدتِ أن تغوصي بي في
عالم الكتب ....
ولا أخفيكِ أنني في الأسطر
الأولى حسبت المعني (القلم) ..
لكن .. خاب ظني: (عزيزتي .. ياله من موضوع رائع ..
ويالك من كاتبة ..
فأزيدينا من شعرك النثري ..
ومن نثرك الشاعري ..
: p
تحياتي ..
** حروف **
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[16 - 12 - 2002, 12:13 ص]ـ
أخي عاشق .. ما كل ذلك الإطراء الذي لا أستحقه؟
وأي تجليات تلك التي تتحدث عنها؟
إنما هي كلمات بسيطة في حق الكتاب الذي يستأهل أكثر بكثير
لكنها هي ـ وردك أيضا ـ أثار حزني
لأني للأسف لا أقرأ كثيرا .. على الرغم من حبي للقراءة
فهل ترى ذلك التناقض بين قلمي وواقعي؟: (ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[16 - 12 - 2002, 12:36 ص]ـ
بل أنت الشاعرة يا حروفنا بتعبيرك الجميل هذا:
شعرك النثري .. ونثرك الشاعري
وأنى لمثلي الشعر يا عزيزتي ولو كان في قالب نثري؟
إنما هي كلمات تصدر من محب لمحبوبه الذي قصر في حقه كثيرا على شدة إعجابه وحبه .. بل عشقه له
دعواتك يا غالية